تحليل نص ميلاني كلاين من الحاجة الى الرغبة ص 30

ميلاني كلاين: من الحاجة إلى الرغبة ص 30


إشكالية النص
1.    ما طبيعة الرغبة...؟
2.    ما علاقة الرغبة بالحاجة وكيف تؤثر طريقة إشباعها على شخصية الإنسان المستقبلية...؟
3.كيف تنبثق الرغبات عن الحاجات؟ كيف تنتهي الرغبة غير المشبعة إلى الاحباط؟ مادور الرغبة، مشبعة أو محبطة، في تشكيل الانا وتثبيته وفي تكوين الشخصية بصفة عامة؟

أطروحة النص
1.رى ميلاني كلاين على ان أول موضوع يتعامل معه الطفل هو ثدي أمه، فيحقق من خلاله حاجاته ورغباته معا. والحاجة هنا تتعلق بما هو بيولوجي عضوي، في حين ترتبط الرغبة بما هو نفسي لا شعوري. هكذا فالرغبة هي حركة يقوم بها الطفل من أجل التخلص من دوافع غريزية، نفسية لا شعورية
2.شخصية الإنسان-الراشد هي حصيلة الاشباعات و الاحباطات التي تعرضت لها رغباته خصوصا الرغبة الاولية، ألا وهي الرغبة في ثدي الام



مفاهيم النص
§       الحاجة: المقصود بها تلك الضرورات ذات المصدر الطبيعي، والتي تميز كل كائن حي، ضرورة منبعها الأصلي هو الطبيعة (مثل الأكل والنوم )، لكن هذه الحاجة الطبيعية تتطور بفعل تطور الثقافات.
§       الرغبة: يمكن القول هنا على أنها -حاجة متطورة- أي تحويل الحاجة إلى ميل يتصل بموضوع يفتقده الإنسان ويريد الحصول عليه، كما يمكن اعتبارها ميلا نحو التخلص من شيء أو موضوع ما.
§       الإحباط: حالة نفسية تصيب الشخص نتيجة وجود عائق يحول دون إشباع حاجة أو رغبة يسعى إلى تحقيقها.
قلق الاضطهادي: يشير هذا المفهوم عند ميلاني كلاين إلى مجموع الخبرات النفسية الناجمة عن مشاعر الألم والاحباط والتضايق التي يستشعرها الرضيع كلما عجزت الأم عن إشباع حاجاته من الغذاء أو التواصل أو الشعور بالحنان؛ يستشعر الرضيع هذا الحرمان بوصفه خطرا واضطهادا مسلطا عليه
الدوافع التدميرية: بجانب غرائز الحياة، ينطوي الليبيدو - عند الطفل كما عند الراشد - على غرائز الموت والتدمير التي لا تتحه فقط ضد أشياء العالم الخارجي و بشكل خاص ضد ثدي الأم بالنسبة للرضيع، بل ضد جسمه بالذات أيضا.
العلاقة الشيئية: (بصفة عامة) هي العلاقة التي يتحول فيها الطرف الثاني، ماليس في الأصل شيئا، إلى شيء مع مايعنيه ذلك من حيازة وتملك وتبعية لإرادة الذات ورغبتها وأهوائها؛





البنية الحجاجية للنص
§   حجة التفسير والتحليل: وهنا تسعى صاحبة النص إلى التأكيد على أن الرغبة هي تجاوز للحاجة بحيث أنها نتاج لدوافع نفسية لاشعورية. فتحليل شخصية الراشد تبين أن له رغبة في الأم من أجل التخلص من معاناة وأزمات تتعلق بأبعاد عقلية ونفسية، ولا تقف عند مستوى الحاجات المادية اليومية البسيطة.
§       حجة المقارنة: حيث قارنت "ميلاني كلاين" بين طريقتين في الإرضاع وهما: "الطريقة المنتظمة والطريقة غير المنتظمة".
§   جحة المثال: عمدت "كلاين" على تقديم مثالا واقعيا في حياة الإنسان ألا وهو الرضاعة عند الطفل، لتبين بذلك الفوارق الجوهرية بين الرغبة والحاجة، أي مدة تأثير طريقة إشباع الحاجة على حياة الإنسان.
§   حجة الاستشهاد: "لقد سمعت..."، ومضمون ذلك أن شهادة هؤلاء الراشدين أثبتت أن علاقتهم بثدي الأم كانت علاقة تشييئية، لأن الإرضاع كان فوريا ولم تكن هناك مسافة بين الرغبة وتحقيقها، مادام أنه لم يسمح لهم بالتعبير بواسطة البكاء عن آلامهم ورغباتهم ومعاناتهم. وقد كان لذلك انعكاس سلبي على شخصياتهم.



الأساليب الحجاجية التي اعتمدتها "كلاين" لإثبات أطروحتها
لإثبات دعواه، توسل النص بمجموعة من الأساليب الحجاجية الاستدلالية منها والبلاغية. نذكر منهما إثنتين لعلاقتهما بالمنهج العلمي:
الملاحظة:
وردت الملاحظة في قولها: " ولنلاحظ بهذا الصدد ونحن نتناول الطرق الجديدة في إرضاع الطفل، كيف أن بعض هذه الطرق..."
والملاحظة هي معاينة الوقائع والظواهر بالحواس الخمس او بعضها، وقد يراد بالملاحظة لا المعاينة نفسها بل الاستنتاج المستمد منها، تتجلى الملاحظة في النص عند حديث كلاين عن علاقة الرضيع بثدي أمه وكذلك طرق الارضاع.
تتميز ملاحظة الفيلسوف عن ملاحظة الحس المشترك بكونها تتخد الظواهر المعتادة المألوفة موضوعا لها، وتتجاوز مستوى تسجيل الظاهر من الوقائع بحثا عن جوهر الاشياء وعلل الاحداث.
وتكمن الوظيفة الحجاجية للملاحظة في كونها تمنح الوقائع المعروضة الصفة الواقعية ، وتبعد عنها شبهة الاختلاق أو الخيال، فترفع درجات التصديق بها من طرف القارئ أو السامع،
وتزداد قوتها الحجاجية كلما اقترنت بمرجعية أو سلطة معرفية ، كما في قولنا:"" لاحظ العلماء وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بالسرطان والتدخين...""
ومن الجدير بالذكر، أن كلاين قد استخدمت صيغة الأمر أو الحث بقولها : " ولنلاحظ"، بما يوحي ان الملاحظة ليست أحادية، بل مشتركة بين كلاين وقارئها !، وكأن هذا الأخير يساهم بدوره في إنتاج الملاحظة والحجة la production de la preuve""
الاستماع: ملاحظة عير مباشرة يتوسط فيها صاحب الشهادة بين الذات الدرسة وموضوع الدراسة، والاستماع واحد من اهم الاساليب العلاجية في التحليل النفسي، وهو مايعرف بتقنية الأريكة Le divan . وقد ورد الاستماع في النص عند الحديث عن شهادات الراشدين وذكرياتهم عن طريقة الارضاع 

خلاصة: من الواضح ان علاقة الرضيع بثدي أمه تتجاوز مجرد الحاجة البيولوجية إلى الطعام لملء معدته والتخلص من ألم الجوع، إن الثدي يلخص بالنسبة للرضيع الموضوع الأول لرغباته، بل إن الطفل يعتبر ثدي أمه ومن خلاله جسدها امتدادا لجسده الخاص، وستنطبع شخصية الراشد وحرصه على امتلاك أشياءه وما يخصه بهذه العلاقة/الرغبة الأولية بثدي الأم. تاريخ الشخصية هو تاريخ "أزمات" وعقد وصراعات، بيد انها تتخد بالنسبة لــ "ميلاني كلاين" طابعا إيجابيا لأن كل صراع يتضمن بالضرورة تصور حل لهذا الصراع مثلما أوضحنا في الخطاطة








Commentaires

Enregistrer un commentaire