تحليل نص المؤسسة تحكم في الحاجة وتحويل لها (الصفحة85-86)
نص :المؤسسة تحكم في الحاجة و تحويل لها (الصفحة85-86)
إشكال النص :
إذا كان الإنسان كائناً ثقافياً يعيش في المؤسسات، فكيف يلبي حاجاته من خلالها ؟ و كيف يحقق أهداف الجماعة ؟
أطروحة النص :
يتمحور النص حول المؤسسة باعتبارها وسط ثقاقي يعيش فيه الإنسان غرض تلبية حاجياته بأشكال مختلفة، كما يلجأ إلى استعمال الجهاز المادي في أنشطته المؤسساتية لتحقيق أهداف الجماعة.
البنية الحجاجية :
لإقناعنا بأطروحته اعتمد مالينوفسكي على عدة أساليب حجاجية منها :
- أسلوب العرض.
- أسلوب المثال : لمّا قال "على سبيل المثال ميثاق الأسرة".
- أسلوب الإستنتاج : عندما ختم نصه باستنتاج منطقي يؤكد أطروحته.
- أسلوب الإخبار و التفسير : عندما قام بتفسير المفاهيم المبهمة.
صاحب النص:
ولد مالينوفسكي في مدينة كراكوفيا في بولندا، لعائلة ميسورة. كان والده يعمل أستاذاً في الجامعة أما أمه فكانت ابنة أحد الإقطاعيين. كان يعاني من مشاكل صحية وضعف عام في مرحلة طفولته ولكنه كان مبرزاً في دراسته. حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ياغيلونيا عام 1908, وكان تركيزه على الرياضيات والعلوم الفيزيائية. تدهورت حالته الصحية أثناء فترة دراسته وأثناء فترة نقاهته قرر أن يصبح مختصاً في الأنثروبولوجيا وكان ذلك بعد أن قرأ كتاب جيمس فريزر الغضن الدهبي.
المستوى المفاهيمي:
مفهوم المؤسسة:
1- المؤسسة هي لفظ يطلق على كل نظام سياسي اجتماعي اقتصادي قائم في مكان ما بكل ايجابياته و سلبياته. يدخل في نطاق المؤسسة نظام الدولة وأهل الحكم و طريقة الوصول إليه سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة و سلطات الحكام و ضوابط هذه السلطات و الأحزاب القائمة إن كان هناك أحزاب و الوسائل المقبولة أم المرفوضة التي تجري عليها اللعبة السياسية.
2- المؤسسة هي كلمة معقدة تدل من جهة على عمل (فعل أسس هو بهذا المعنى خلق و إيجاد شيء) و من جهة أخرى على نتيجة هذا العمل بحيث يصبح معطى اجتماعي متميز. و تستعمل الكلمة عادة للدلالة على الشيء المؤسس، فيقال: مؤسسات سياسية و إدارية و دينية ..إلخ.
مفهوم المعايير:
1- نموذج أو دليل ظاهر يمكن من التعرف على شيء أو مقولة وإصدار حكم عليهما. دور المعيار هو التمييز وعدم الوقوع في الخطأ .
2- يُقصد بمفهوم المعايير مجموعة من المقاييس والقواعد المُنظِمة للقيام بالأشياء، وهي الخطوط العامة التي يرجع إليها أصحاب القرار والعاملين في المؤسسات والشركات على اختلاف موضوع عملها، حيث يُعتبر هذا المفهوم العريض شاملاً لمناحي الحياة، فنجد معايير للمناهج التعليمية، ومعايير أُخرى لقطاع الرعاية الصحية، ومعايير للتجارة والتسويق.
مفهوم الشخص:
مفهوم الشخص:
1- يرتد لفظ الشخص في اللغة العربية إلى فعل "شخص" الذي يحيل على معاني الظهور والبروز والعظمة كما يشير إلى ذلك معجم "لسان العرب" : " الشخص سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد..والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور، والمراد إثبات الذات "...والملاحظ هو أن هذا التحديد لا يقيم تمييزا دقيقا بين الإنسان وباقي الكائنات ما دام يجعل من الشخص كل ما أمكن رؤيته من بعيد أو كل جسم له ارتفاع يسمح له بالبروز.
2- يتحدد مفهوم الشخص كذات عاقلة أو واعية وحرة ومسؤولة، أي يرتبط معناه بشكل أساسي بالإنسان بوصفه متميزا عن باقي الموجودات بما يختص به من وعي وإرادة ومسؤولية. وقد توجه الإهتمام منذ بدايات التفلسف عند اليونانيين إلى التفكير في ماهية الإنسان من خلال تحديد الخصائص التي أصبح الإنسان بفضلها متميزا عن باقي الكائنات الحية الأخرى، الأمر الذي سيجعل مفهوم الشخص يحمل طابعا ميتافيزيقيا لكونه يشير إلى المحددات الفوق طبيعية التي تميز الإنسان مستبعدا في نفس الوقت العناصر الطبيعية التي تخص الكائنات الأخرى....
الاستنتاج:
إن معظم الناس السوسيولوجيين يؤكدون على الدور الفعال للمؤسسة في التكوين الثقافي للفرد, بحيث تبدأ أولى تجاربه مع الأسرة ثم المجتمع والمدرسة, بحيث يبدوا طابع هذه المؤسسات في ذهن الفرد الثقافي, لأنها هي المنبع الأولى الذي انبثق عنه أساسه الثقافي, وبالتالي اعتبر الإنسان كائن ثقافي يعيش داخل المؤسسات, ومن خلالها يلبي جميع حاجياته بطرق مختلفة, بحيث يستعمل جهازا ماديا في أنشطته المرتبطة بالمؤسسة لتحقيق أهداف الجماعة, ومن خلال هذا النشاط الإيجابي داخل المؤسسة يحقق الإنسان حاجاته على نحو منظم يبادل فيه مع الآخرين تجربته الإنسانية.
Commentaires
Enregistrer un commentaire